تجني شركات أميركية أرباحا طائلة من وراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/شرين الأول، حيث استفادت تلك الشركات من استمرار الحرب على غزة أكثر من 100 مليار دولار مبيعات للاحتلال.
وبحسب تقرير صحيفة “ذا نيشن” الأميركية نشر، أمس السبت، فقد بلغت المساعدات العسكرية الأميركية نحو 12.5 مليار دولار من لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في 7 من أكتوبر/شرين الأول.
وأكد كاتب التقرير “سبنسر أكرمان” أن الشركات الأميركية تجني أرباحا طائلة من وراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة، “محوّلة أهوال الحرب إلى انتصارات في مجالس الإدارة”.
واستعرض “أكرمان” في تقريره الذي نشر، أمس السبت، قائمة الشركات التي استفادت من الحرب على غزة لتحقيق أهدافها المالية.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة كانت “مسؤولة عن 34% من جميع صادرات الأسلحة في الفترة من 2014 إلى 2018، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام المستقل”.
يقول “أكرمان” وبحلول عام 2023 ارتفع هذا الرقم إلى 42%، وقد ذهب نحو 38% من صادرات الأسلحة الأميركية خلال تلك الفترة إلى الشرق الأوسط حيث استحوذت إسرائيل على 3.6% من تلك الصادرات، وتحصل إسرائيل على 69% من وارداتها من الأسلحة من واشنطن.
وأشار الى أن انتصارات هذه الشركات تتضاعف كل يوم تواصل فيه إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة.
1- شركة كولت
في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مسلطة على غزة خلال الأشهر التسعة الماضية، انتهز المستوطنون الإسرائيليون الفرصة لتكثيف هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وغالبا ما كان ذلك بمساعدة أسلحة أميركية الصنع.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، طلبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي نحو 24 ألف بندقية نصف آلية وأوتوماتيكية من شركات أميركية، معظمها من شركة كولت.
وأشار الاحتلال الإسرائيلي إلى أن هذه البنادق سيذهب جزء منها إلى المدنيين، كجزء من خطة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لتوزيع البنادق على فرق “الأمن” التابعة للمستوطنين.
وعلى الرغم من أن صحيفة نيويورك تايمز أفادت بوجود قلق داخل وزارة الخارجية الأمريكية من أن الأسلحة ستستخدم ضد المدنيين، كجزء من حملة المستوطنين المبالغ فيها لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، فإن إدارة بايدن وافقت في النهاية على الصفقة. وفي الأول من مايو/أيار الماضي، أعلنت وزارة الدفاع عن عقد بقيمة 26.6 مليون دولار مع شركة كولت لتسليم الأسلحة، يقول الكاتب.
2- شركة فورد للسيارات
يقول “أكرمان” قد يبدو من المثير للسخرية أن شركة أسسّها أشهر معادٍ للسامية في الولايات المتحدة تزوّد الدولة اليهودية بالمركبات المدرّعة، لكن النزعة القومية العرقية المسعورة التي تحرك كلا من هنري فورد وحكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية تساعد في وضع الأمور في نصابها الصحيح.
ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها استلمت شحنة جديدة من المعدات العسكرية، ونشرت صورة لشاحنة فورد “إف-350” بنوافذ مجهّزة بشبك معدني. وكانت واحدة من عدة شاحنات فورد في مجموعة محركات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويذكر “أكرمان” أن فورد قامت ببناء أول مصنع تجميع لها في إسرائيل بعد فترة وجيزة من حرب الأيام الستة عام 1967. وكانت أعمالها التي استمرت لعقود هناك حاسمة في محاولات الشركة لمحو وصمة معاداة مؤسسها للسامية.
3- شركة كاتربيلر
يقول الكاتب “أكرمان” إن شركة كاتربيلر، عملاق معدات البناء، ليست متخصصة في صناعة أسلحة. ولكن جرافاتها مشغولة بشكل خاص بحفر طريق سريع واسع يمتد من السياج على الحدود الشرقية لغزة بالقرب من كيبوتس ناحال عوز إلى شارع الرشيد الذي يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. والغرض من هذا الطريق السريع، المعروف باسم ممر نتساريم، هو تسهيل وصول الجيش الإسرائيلي عبر غزة لسنوات قادمة بينما يقسم القطاع فعليا إلى قسمين.
ويضيف الكاتب أن هذه الجرافات “المرعبة” ليست مجرّد قطع كبيرة من الآلات الثقيلة. فلسنوات عديدة، استخدمت إسرائيل جرافة كاتربيلر دي 9، وهي جرافة مدرّعة لمقاومة الصواريخ وقذائف “آر بي جي”، لهدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
4 – شركة غوغل
وفي عام 2021، فازت شركتا غوغل وأمازون بعقد بقيمة 1.2 مليار دولار لنظام الحوسبة السحابية التابع للحكومة الإسرائيلية والمعروف باسم مشروع “نيمبوس”.
وعلى الرغم من قلة المعلومات العامة المتاحة حول كيفية عمل نيمبوس، وصف سام بيدل، مراسل “الإنترسبت” الذي حصل على وثائق غوغل الداخلية، دور الشركة بأنه تزويد إسرائيل بتطوّرات حاسمة في مجال الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد، مع “قدرات الكشف عن الوجه، وتصنيف الصور الآلي وتتبع الأشياء وحتى تحليل المشاعر بادعاء تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام والكتابة، وفقا لما يقول الكاتب.
منذ البداية، احتج العاملون في شركة غوغل على مشروع نيمبوس. وفي عام 2022، استقالت أرييل كورين من منصبها مديرة للتسويق بدعوى أن الشركة انتقمت منها لتنظيمها ضد نيمبوس. وكتبت في رسالة تشرح فيها استقالتها “إن غوغل تعمل بشكل منهجي على إسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة التي تشعر بالقلق إزاء تواطؤ غوغل في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية”، وفقا لتقرير بصحيفة “ذا نيشن”.
وكتبت منظمة “أكسيس ناو” للحقوق الرقمية، إلى ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل وألفابت، في مايو/أيار لتطلب منه توضيح الدور الذي لعبته غوغل في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة.
زر الذهاب إلى الأعلى