أحيا “حزب الله” الاحتفال التكريمي ل “الشهيد السعيد على طريق القدس” المجاهد علي سمير حجازي “أبوزينب” في قاعة مجمع الرسول الأكرم، في بلدة معروب الجنوبية، في حضور الوزير والنائب السابق محمد فنيش، إلى جانب عائلة الشهيد وحشد من الفاعليات والشخصيات وعلماء الدين وعوائل شهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وافتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم وتخلله تلاوة للسيرة الحسينية وعرض لوصية الشهيد حجازي، فيما ألقى فنيش كلمة “حزب الله”، قدم فيها التهاني والتبريكات لعائلة الشهيد، معتبراً أنه “ليس هناك من نصرة للحق ولله أوضح وأجلى مما تؤديه المقاومة ومجتمعها اليوم من نصرة لأهلنا في فلسطين، دفاعاً عن الحق والمقدسات وانتصاراً للحق والكرامة، وأن المشروع الصهيوني سينحسر بقوة المقاومة وبفضل هذه الدماء الزاكية والطاهرة، وبفضل وعي شعبنا وصموده وتضحياته وصبره”.
وأكد أن “موقف قيادة المقاومة لن يتأثر بأي احاديث او حشد اساطيل او قوى، وهي ستختار الوقت الملائم للرد على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني لينال من حياة قائدٍ مؤسسٍ للمقاومة متجاوزاً بذلك حدودَ الاشتباكِ والذي سيأتي ولن يحولَ دونه لا تهويل ولا تهديد أمريكي، ولن يثنينا عن ذلك كل المحاولات وكل المواقف لأن منع العدو الاسرائيلي من التمادي في عدوانِه لا يكون الا بالردِ على جرائمِه بما يتلاءمُ مع تجاوزاتِه”.
وأضاف: “الأمر نفسه بالنسبة لقيادة الجمهورية الاسلامية، وقد سمعنا لتصريحاتِ القائدِ السيد علي الخامنئي وفيها ما يؤكد حقيقةِ ان الجمهورية الاسلامية لا تأبهُ لكلِ هذه التهديداتِ التي تصدر عن الادارةِ الأميركية، وبالتالي فإن على الصهاينة أن ينتظروا الردَ على ما يرتكبونه من جرائم”.
وأشار إلى تمادي العدو في جرائمه التي لا تحتاج الى دليل، وفي خرقه لكل المواثيق الدولية والانسانية”، لافتاً إلى أنه “يرتكب يومياً جرائم حرب كان آخرها استشهاد ما يقارب المئة إنسان عند صلاة الفجر في غزة منذ أيام، وسط غيابٍ للنظام الدولي وتعطيلٍ لدور المؤسسات الدولية -من الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية- التي تستند بتأدية دورها على الرضى الأميركي الذي لا يمكن أن يأتي بالعدالة للشعوب المظلومة أو المغلوب على أمرها”.
وقال: “هذه حقيقة أدركناها نحن هنا في جبل عامل كما في كل محور المقاومة، إذ لا يمكن الرهان على امكانية الدفاع عن بلدنا وأمننا والاقتصاص من هذا العدو دون التوكل على الله أولاً، والانضواء بالنهج والمسيرة التي سلكها الشهداء، الذين رسموا طريقاً فيه من العزة والكرامة والقوة والقدرة المستندة الى الله، ما يجعل العدو الاسرائيلي يعيش حالة خوفٍ وقلق من توقيت رد المقاومة”.
وشدد فنيش على استمرار المقاومة “في تأدية واجبها الرسالي والوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ونصرة لأهلها في غزة ودعماً للمقاومة في فلسطين ودفاعاً عن المقدسات بوجه تدنيس الصهاينة الأرجاس للقدس الشريف”، وفي “الحضور في ساحة الصراع وميدان المواجهة كما تعبّر وصايا الشهداء” منعاً لامكانية أن يمتد هذا العدو الاسرائيلي بإجرامه على بلدنا، وانطلاقا من شعورنا ومعرفتنا وادراكنا لمخاطر المشروع الصهيوني ليس فقط على ارض فلسطين بل على لبنان وعلى كل دول المنطقة.
وتابع فنيش: “نحن اختبرنا حقيقة هذا المشروع منذ ان اجتاح العدو لبنان على عدة مرات وخصوصاً بعد العام 1982، ولولا حضور المقاومة واتباعنا لنهج الولي الفقيه الامام الخميني ومن بعده خليفته السيد الخامنئي وقبله لعلمائنا وللإمام المغيب السيد موسى الصدر، ما كنا لنحظى بتحرير ارضنا، وما كان العدو الاسرائيلي ليخرج من جنوب لبنان، إذ لا رهان على قرارات دولية ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن، فكل هذا النظام الدولي انما يقوم على القوة والغلبة التي تفرضها الادراة الامريكية من خلال حسابات مصالحها وحسابات موازين القوى”.
حجازي
يدوره، ألقى محمد حجازي شقيق الشهيد أبو زينب كلمة باسم عائلة الشهيد، جدد فيها بيعة الولاء والفداء لالأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله وللنهج الحسيني المقاوم الذي حمى لبنان ومنع تدنيس أرضنا المعمّدة بالدم، مشدداً على اننا “شعب يعشق الشهادة التي تعد أهون علينا من الركوع في محراب الصلاة، وأننا كعائلة فداء لهذه المقاومة ولأمينها العام”.
زر الذهاب إلى الأعلى