رغم الأزمة الاقتصادية والحرب على الجنوب، يظل لبنان مقصدًا للسياح والمغتربين اللذين يعبرون عن حبهم وتعلقهم بهذا البلد الجميل. ” لبنان حلو رغم كل الظروف”، هذه العبارة و غيرها من العبارات يرددها السياح و المغتربين في خلال هذا الصيف معبرين عن حبهم و تعلقهم بجمال هذا البلد و محبة أهله رغم كل هذه الأزمات .فما هو واقع السياحة لهذا الصيف في ظل التوتر الأمني في البلاد ؟
” مشوار رايحين مشوار ” ، عنوان الحملة السياحية لصيف ٢٠٢٤ التي أطلقتها وزارة السياحة منذ فترة وذلك للترويج للسياحة في لبنان التي تساهم ب٤٠٪ من الناتج المحلي . فالسياحة لهذا الصيف يمكن أن تسمى بالسياحة الداخلية إذ انه أكثر من ٩٠ ٪ من الوافدين هم من اللبنانيين المغتربين في دول الخليج و إفريقيا.
و في هذا السياق ، يمكن القول أن معظم الوافدين إلى لبنان هم مغتربين و ليسوا سياح ما يشير أن هولاء لن يحجزوا في الفنادق اذ يمتلكون منازل و هذا ما يوثر سلبا على القطاع الفندقي بحيث أن نسبة الحجوزات لا تتخطى ٣٠ ٪ كنسبة تشغيل و يعود تراجع نسبة السياح إلى الظروف الأمنية و لا سيما الحرب في الجنوب و تحذير العديد من الدول لمواطنيها عدم السفر الى لبنان إلا جانب سحب العديد من السفارات رعاياها من لبنان.
ومن جهة أخرى ، لا تزال حركة الملاهي و المطاعم مستقرة إذ ان أغلبية الوافدين يستمتعون بوقتهم في هذه الأماكن . فالحفلات و المهرجانات في لبنان لا تزال على حالها بحيث أقيمت العديد من الحفلات لمختلف الفنانين جوزيف عطيه ، الشامي ، الوليد الحلاني …كذلك أقيمت بعض المهرجانات كمهرجانات بيروت و مهرجان Biafالذي ضم العديد من الشخصيات و السياح.
و اللافت لهذا العام ، أن المناطق الأكثر زيارة هي المناطق البترونية و بيروت في حين أن الجنوب و لا سيما جزين محرومين هذا الصيف من المهرجانات و كذلك بعلبك حرمت أيضا من الاحتفالات في الوقت الذي سيقام في مهرجان تحت عنوان ” مهرجانات بعلبك” لكن في منطقة أخرى .
وما بين الحذر و التفاؤل لهذا الموسم السياحي يبقى الأمر مرهونا على الأوضاع الأمنية ،فإن تراجع هذا القطاع يخسر معه لبنان آخر عامود يتكأ عليه لزيادة نسبة الإيرادات .فهل ستكون النسب عالية كالعام الماضي ؟
بقلم فاطمة ناصر الدين
زر الذهاب إلى الأعلى