انطلق مهرجان الشبيبة الخامس والثلاثين في مديوغوريه في الأول من آب، تحت شعار “مريم اختارت النصيب الأفضل…” (لو 10، 42) ويستمر حتى 6 منه.
استهلّ النهار الأول بمؤتمر صحافي شارك فيه الزائر الرسولي ذو الدور الخاص لرعية مديوغوريه رئيس الأساقفة ألدو كافالي، وكاهن رعية مديوغوريه الأب زفونيمير بافيتشيتش، مخاطبين فيه وسائل الإعلام “عن هذا التجدّد الروحي للشباب الذي جمع آلاف الشباب من جميع أنحاء العالم مرةً أخرى هذا العام”.
وقال الأب بافيتشيتش: “غالباً ما نُسأل عن الأرقام وعدد الشباب الذين نتوقّع. نحن لا نُبالي كثيراً بالأرقام، على الرغم من وجود الكثير من الشباب. نحن سعداء لأنّهم أتوا جميعاً إلى هنا برغبة في أن يكونوا أقرب من المسيح، للاستماع ولاختيار ذلك “النصيب الأفضل” مثل مريم، على الرغم من أن العديد من البلدان في أوضاع لا تحسد عليها من حيث الاضطرابات والحروب، إلّا أن الشباب لا يزالون يصلون من هذه البلدان أيضاً، ولهذا السبب بالتحديد سنكرّس الكثير من الوقت والصلاة من أجل السلام، السلام في قلب الجميع والسلام في العالم لنهاية كل الحروب”، مشيراً إلى “قدوم الشباب إلى مديوغوريه من ثمانين دولة”.
وقال رئيس الأساقفة كافالي: “يدرك البابا جيّداً أهمّية هذا المكان وهذا الاجتماع. لقد أعطى أهمّية لهذا المكان بحيث أنّه أخذ على عاتقه كل المسؤولية الرعوية لهذا المكان، مديوغوريه. والشيء الثاني الذي أظهر أهميته هو أنّه أرسل ممثّله رئيس الأساقفة المسؤول عن العناية الرعوية، وهذا أمر فريد في الكنيسة. والبابا يدرك جيّداً أهمّية هذا اللقاء مع الشباب، ولذلك يوجّه كل عام رسالته إلى الشباب، التي يحضّرها بنفسه”، بالإشارة إلى الرسالة التي يوجهها البابا فرنسيس تشجيعاً للشباب المجتمعين في مديوغوريه والتي لم تغب هذا العام أيضاً”.
وجاء في رسالة ال الأب الأقدس التي تلاها رئيس الأساقفة كافالي:”عندما يصبح تلميذ حقيقي حكيماً وقويّاً بالروح، ينقل حُكماً ملكوت الله إلى الآخرين، لأن إعلان “الكلمة” ليس واجباً على الكهنة والمكرّسين فقط، بل أيضاً عليكم، أيّها الشباب الأعزاء. عليكم أن تتحلّوا بالشجاعة للحديث عن المسيح في عائلاتكم، وفي محيطكم التعليمي والعملي، وفي أوقات فراغكم، أعلنوه قبل كل شيء بحياتكم، مُظهِرين حضور المسيح المرئي في وجودكم، في التزامكم اليومي، وبما يتوافق مع الإنجيل في كل قرار ملموس. يريدكم الربّ أن تكونوا رسلاً شجعاناً للبشرى السارّة وبُناة إنسانية جديدة، هذا ما ورد من بين أمور عديدة”.
ثمّ رحّب خادم رعيّة مديوغوريه بالجميع، وتمّ التعريف بالدول التي وفد منها الشباب للمشاركة في المهرجان وهي: أنغولا، الأرجنتين، أستراليا، النمسا، بيلاروسيا، بلجيكا، بنين، البوسنة والهرسك، البرازيل، الرأس الأخضر، الكاميرون، كندا، الصين، كولومبيا، الكونغو، ساحل العاج، كرواتيا، جمهورية التشيك، جمهورية الدومينيكان، السلفادور، إنجلترا، إريتريا، إثيوبيا، فرنسا، فنلندا، الغابون، ألمانيا، بريطانيا العظمى، غوادلوب، غواتيمالا، هايتي، الأراضي المقدسة، هونغ كونغ، المجر، الهند، العراق، أيرلندا، إيطاليا، كينيا، قيرغيزستان، ريونيون، لاتفيا، ليتوانيا، لبنان، ماكاو، مدغشقر، المارتينيك، المكسيك، مولدوفا، هولندا، نيكاراغوا، نيجيريا، النرويج، بنما، باراغواي، بيرو، الفليبين، بولندا، البرتغال، بورتوريكو، رومانيا، روسيا، اسكتلندا، السنغال ،صربيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، كوريا الجنوبية، إسبانيا، سريلانكا، السويد، سويسرا، أوكرانيا، الإمارات العربية المتحدة، بريطانيا العظمى، الولايات المتحدة الأميركية، الفاتيكان، فييتنام، ويلز وزيمبابوي.
واحتفل بالقداس الإلهي في الأمسية الأولى لمهرجان الشبيبة، بمشاركة 640 كاهنًا، السفير البابوي في البوسنة والهرسك، رئيس الأساقفة فرانسيس أسيزي تشوليكات، الذي “شجّع الشباب على عدم الخوف من الحياة الجديدة التي يقدّمها لهم يسوع”.
أضاف: “على الرغم من أنّ كل شيء من حولك، في لحظة واحدة، يمكن أن يتغيّر، إلا أنّ كلمة الله، يسوع، يظلّ أميناً، لا يتغيّر، يخترق التاريخ، وهو مستعدّ دوماً للقائك، وتشجيعك، ومساعدتك، وإرشادك إلى ميناء الخلاص الأمين. هو وحده، قائد سفينة بطرس الأوحد (مر 4، 38- 40)، يعرف كيف يقودك في اللحظات المظلمة والعاصفة إلى خيار آمن في الحياة. في الواقع، إنّه يبحث عنك ويلاحقك باستمرار، حتى في هذه اللحظة التي أتحدث إليكم فيها باسمه، لأنه لن يتوقف أبدًا عن محبتك (2 تيم 2، 13). لا تنسى أبدًا أنّه أحبّك أولاً (1 يوحنا 4، 10). لقد أحبّك دائمًا، لذلك يبحث عنك ويتحدث إلى قلبك، لأن الإيمان يولد وينمو من الإصغاء اليقظ لكلمة الله ( رو 10)”.
ودعا المونسنيور شوليكات الشباب إلى “الاقتداء بتلاميذ يسوع في الطريق إلى عمّاوس، في حالة عدم يقين وتشتت وارتباك الحياة اليومية”،مضيفاً: “مثلهم، اطلبوا من يسوع أن “يبقى معكم” بينما تنتظرون نور يوم جديد وتنتظرون المستقبل، الذي يكون غير مضمون في بعض الأحيان”.
وقال: “اطلبوا من يسوع أن “يبقى معكم” كلما اضطررتم للسفر على طرق عمّاوس العديدة في عصرنا. فليكن قوّتكم، حصنكم، صديقكم الوفي، بوصلتكم الآمنة، ورجاؤكم الأبدي. دعوه أولاً وقبل كل شيء يكون خياركم الأفضل طوال حياتكم. احملوا ذلك في نفسكم، وأعلنوه، وعيشوه من كل قلبكم، من كل قوّتكم، ومن كل فكركم (متى 22، 35-40؛ مر 12، 28-31) – واشهدوا هكذا للعالم أجمع بإيمانكم أن يسوع هو المخلص الوحيد وفادي البشرية!”.
وختم رئيس الأساقفة شوليكات: “فلتطلب مريم الكلية القداسة، أيقونة الكنيسة وصورة تلاميذ المسيح، من الله الرحمة، لكي نصبح ونكون دائمًا تلاميذ أمناء ليسوع المسيح، رسلاً لا يتعبون، للسلام والمحبة والرجاء وفرح المسيح في العالم”.
وتلى القداس الإلهي السجود للسيد المسيح في القربان المقدس.
زر الذهاب إلى الأعلى