كتب يوسف عبد النبي
مع انطلاقة العام الجديد، يتأهب لبنان لاستقبال وفود رسمية عربية ودولية، في زيارات تحمل ملفات ساخنة تعكس تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في البلاد.
السعودية تعود إلى الساحة اللبنانية
قررت السعودية العودة بقوة إلى المشهد اللبناني بعد تراجع النفوذ السوري. وفي خطوة واضحة، يُرتقب وصول وزير الخارجية السعودي إلى بيروت الأسبوع المقبل لمناقشة الملف الرئاسي. ووفقًا للمعلومات المتاحة، تهدف الزيارة إلى دعم ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، بالتوازي مع إعادة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة.
دعم فرنسي لتعزيز التفاهمات
على خطٍ موازٍ، يصل وفد فرنسي سياسي وعسكري إلى بيروت لدعم السيناريو السعودي وتثبيت الاتفاقيات السابقة، خاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار.
الملف الإسرائيلي على طاولة المفاوضات
وسط هذه التحركات، يبقى المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، يحمل معه شروطًا جديدة، تشمل رضوخًا لبنانيًا إضافيًا لصالح إسرائيل، التي تواصل عربدتها في جنوب لبنان. وقد حذرت إسرائيل مؤخرًا قوات اليونيفيل من التحرك في قرية الطيبة، في خطوة تهدف إلى تعزيز وجودها في القرى الحدودية وتوسيع نفوذها داخل الأراضي اللبنانية.
وصاية جديدة أم مواجهة محتملة؟
تشير هذه التحركات إلى محاولة فرض وصاية عربية وغربية جديدة على لبنان، تشمل شروطًا سياسية لإعادة الإعمار، وأخرى عسكرية تتعلق بسحب سلاح حزب الله وفرض منطقة عازلة تحت السيطرة الإسرائيلية.
وفي حين قد تتردد القيادات السياسية اللبنانية في رفض هذه الشروط، يبقى الموقف الشعبي، خاصة في الجنوب، هو الحاسم، حيث يؤكد أهالي المنطقة أنهم لن يرضخوا لأي محاولات احتلال جديدة.
لبنان اليوم أمام مفترق طرق: إما الخضوع للإملاءات الخارجية، أو مواجهة تحديات أكبر للدفاع عن سيادته وحقوقه الوطنية.
زر الذهاب إلى الأعلى