تسبّب إعصار شانشان الذي تحول عاصفة مدارية، الجمعة، بهطول أمطار غزيرة في #اليابان، ما أسفر عن مقتل نحو ستة أشخاص.
وتحوّل هذا الإعصار، وهو أحد أقوى الأعاصير التي ضربت الأرخبيل في العقود الأخيرة، عاصفة مدارية مع رياح تزيد سرعتها عن 100 كيلومتر في الساعة، متجها نحو مدينتي هيروشيما وأوساكا.
وما زال الوضع معقدا في وسط البلاد وجنوبها مع سقوط أربعة قتلى وتوقع أن يرتفع العدد إلى ستة، وإصابة العشرات بجروح، ووقوع أضرار مادية وتعطّل كبير في حركة النقل.
وقبل وصول الإعصار إلى اليابسة، لقي ثلاثة أفراد من عائلة واحدة حتفهم ليل الثلثاء في انزلاقات تربة نجمت عن أمطار غزيرة على ساحل المحيط الهادئ في وسط البلاد.
وأكد المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي مقتل أربعة أشخاص، قائلا إنه في إحدى الحالات “يجري تحقيق في ارتباط ما حدث بالإعصار”. وأفاد بأن شخصين آخرين ربما قتلا أو هما في عداد المفقودين.
وذكر المتحدث أيضا أن ثمانية أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة و70 آخرين بجروح طفيفة منذ الخميس، مؤكدا بلوغ الإعصار جزيرة كيوشو الجنوبية مع رياح تصل سرعتها إلى 252 كيلومترا في الساعة. وتضرَّر حوالي 200 مبنى.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية الجمعة تحذيرا جديدا من وقوع انزلاقات تربة في جزيرة كيوشو وفي جزيرة هونشو الرئيسية في اليابان، وخصوصا في منطقة طوكيو.
ومنذ وصول “شانشان” الخميس، حضت السلطات أكثر من خمسة ملايين شخص على إخلاء منازلهم.
ودعت بلدة نينوميا جنوب غرب طوكيو سكانها صباح الجمعة إلى اتخاذ “إجراءات فورية” لضمان سلامتهم، مثل الانتقال إلى طوابق أعلى في أبنيتهم، بعد فيضان نهر محلي.
وقالت وكالة الأرصاد اليابانية إن أجزاء من كيوشو شهدت هطول كمية أمطار قياسية بالنسبة لشهر آب. وشهدت بلدة كونيمي هطول 384 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة، وهو أعلى مستوى منذ العام 1977.
ولم يتعرض منتجع بيبو الساحلي الشهير ببحيراته الساخنة العديدة، لأضرار جسيمة، لكن الإعصار منع السياح من الاستمتاع بمعالم المدينة، مع إغلاق البحيرات و”حديقة القرود” وحتى متاجر محلية عادة ما تفتح أبوابها 24 ساعة في اليوم.
وقال نوبوهيكو تاكاغيشي، وهو مسافر قادم من طوكيو، لوكالة فرانس برس “أزور هذه المنطقة لأول مرة، وكنت متحمسا جدا”. وأضاف “لكنني سأتذكر هذه الرحلة دائما اذ لم أتمكن خلالها من زيارة أي شيء”.
وأثّر انقطاع التيار الكهربائي على أكثر من 250 ألف منزل في كيوشو، لكن أكدت شركة الكهرباء أن 5250 منزلا فقط ظلوا من دون كهرباء حتى الجمعة.
وذكرت وسائل إعلام يابانية أنه خلال الليل، أُغلقت العديد من الطرق السريعة كليا أو جزئيا في عدة مناطق.
وتعطلت حركة قطارات “شينكانسن” فائقة السرعة في كيوشو وعلى الطريق الرئيسي بين طوكيو وأوساكا. ولفت مشغلو القطارات إلى حدوث اضطرابات في حركة النقل في أماكن أخرى.
وألغت الخطوط الجوية اليابانية وشركة “انا” ANA أكثر من 600 رحلة الجمعة، بعدما ألغت عددا مماثلا الخميس، ما أثر على حوالي 50 ألف مسافر.
وتم إلغاء أحداث رياضية عديدة حتى الأحد. وتأثرت الرياضة الاحترافية على نحو خاص اذ تأجلت أربع مباريات بيسبول وخمس مباريات كرة قدم.
– توقف مصانع –
وواصلت مجموعة “تويوتا” العملاقة للسيارات تعليق الإنتاج في مصانعها الـ 14 في اليابان الجمعة.
وحذت حذوها شركتا “نيسان” و”هوندا” وعلّقتا عملياتهما في مصانعهما في كيوشو، ومثلها شركات لتصنيع الرقائق بينها “طوكيو إلكترون”، وفق ما أفادت تقارير.
وضرب الاعصار “شانشان” اليابان بعد إعصار “أمبيل” الذي تسبب بهطول أمطار غزيرة في منتصف آب وتعطيل مئات رحلات القطارات في اليابان من دون التسبب بأضرار كبيرة.
وتتشكّل الأعاصير في المنطقة قرب السواحل حيث تشتد بشكل أسرع وتستمر فترات أطول فوق البر نتيجة تغيّر المناخ، وفق ما أظهرت دراسة صدرت الشهر الماضي.
وأكدت دراسة أخرى نشرتها جامعة “إمبريال كوليدج” في لندن الجمعة، أن قوة رياح إعصار شانشان ازدادت بنسبة 26 بالمئة بسبب الاحتباس الحراري.
وقال رالف تومي، مدير معهد غرانثام في “إمبريال كوليدج” إنه “من دون التخلص من الوقود الأحفوري، وهو السبب الجذري لتغيّر المناخ، ستسبّب الأعاصير دمارا أكبر في اليابان” في المستقبل.