اخبار سوريامقالات

الثامن من كانون الأول: بين سقوط الاستبداد وأوهام التحرر

كتب حسين عبدالله

الثامن من كانون الأول، يوم جدل في تاريخ السوريين، ووصفه البعض بأنه تاريخي في حياة السوريين، حيث شهد خروج الآلاف منهم إلى الشوارع للاحتفال بما رأوه نهاية لحكم عائلة الأسد الذي استمر قرابة ستة عقود.

لكن الحقيقة تحمل أبعادًا متشابكة، فقد رُفع في هذا اليوم العلم التركي فوق قلعة حلب، كما رفرف العلم الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ، أعلى قمم سوريا، بينما قصفت تل أبيب أكثر من 100 موقع سيادي وعسكري في دمشق.

في الشمال الشرقي، استمر علم الجماعات الكردية، المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، في الارتفاع على معبر البوكمال وعلى طول الحدود العراقية السورية. وفي الجنوب والشرق، بقي العلم الأمريكي مرفوعًا في 24 قاعدة عسكرية وأربعة مواقع انتشار، تمتد من التنف إلى الحسكة والقامشلي.

ورغم كل ذلك، اعتبر الكثير من السوريين أن هذا اليوم يمثل لحظة للتحرر من حكم الأسد، بل ومن ما وصفوه بالاحتلال الإيراني الذي هيمن على البلاد لعقود.

لكن السؤال الذي يثير الجدل هو: هل التحرر يعني استبدال احتلال بآخر؟ وهل يمكن أن يُحتفى بالسيادة الوطنية في ظل أعلام أجنبية ترفرف على الأرض السورية؟

كل عام، والشعوب العربية الساعية للتحرر تجد نفسها في مفارقة تاريخية، تتأرجح بين نضالها ضد الاحتلالات التقليدية وسقوطها في أحضان احتلالات تُزينها شعارات الإنسانية والكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى