لا شيء” قصة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني التي قال فيها كل شيء
هي واحدة من القصص البديعة للكاتب الفلسطيي الشهيد غسان كنفانى والتي كتبها في بيروت عام ١٩٦٢
ولأن كنفاني كان لا يكتب من أجل التسلية بل كان يكتب من أجل قضية وطن. وهي القضية الفلسطينية ظلت أعماله خالدة من بعده. تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل. تميزت كتابات كنفاني بالرشاقة في الأسلوب والعمق في المحتوى مع التكثيف الشديد فى رواياته وقصصه البديعة التى تعد عبارة عن رسائل تنقل حاضره المؤلم وتشترف مستقبله الذى يحلم فيه بالحرية لوطنه الذى نفى منه وهو ابن العاشرة تفاصيل القصة.
يستهل غسان كنفاني قصته بالمكان وهو مستشفى للأمراض العصبية والنفسية فى بيروت، ثم يدخل بنا مباشرة إلى الحدث حيث فتح جندى لبنانى رشاشة على الأرض المحتلة فقتل اثنين من جنود العدو.
وبطريقة رشيقة ينتقل بنا غسان كنفانى إلى الحوار المثير بين الجندي الذى أطلق الرصاص والممرض داخل ممر بالمستشفى، فيسأل الجندى صاحبه لماذا أنا هنا ؟ فأجابه الممرض لأنك تعانى من انهيار عصبى دفعك لفتح الرشاش على جنود المحتل، ولما أخبره الجندي أنه لا يعانى من مرض عصبى أو نفسى وأنه فعل ذلك بكامل إرادته وبرغبة شديدة منه فى تحرير فلسطين من أيادى المحتل الذي اغتصب الأرض والعرض وأنه يود أن يقول ذلك لرئيسه.
وكأن الجندي أراد أن يقول أنا جندي وطني ولست مختلا، وهنا تحدث المفارقة ويأتى الجواب الصادم من الممرض الذي قال للجندي لو قلت ذلك سيسجنوك.
كان الجندي هنا بين أمرين إما أن يظل ثابتا على موقفه الذى ذكره للممرض فينال العقاب على بطولة يستحق عليها الإشادة أو يرضخ لمرارة الهزيمة الداخلية فيقبل بدور المختل الذى فعل ذلك دون إرادة منه.. وهنا يطلب الجندى من الممرض أن يهم فى مشيته لأنه يريد أن يقابل الرئيس.
لم يبين غسان كنفانى هل المقصود بالرئيس هنا هو الرئيس اللبنانى أ/ رئيس الوحدة العسكرية.. كما لم يوضح الكاتب إلى أي الخيارين قد مال الجندى البسيط الذى وجد نفسه بين المطرقة والسندان
الخلاصة
أراد غسان كنفاني من قصته أن يقول كل شيء.