مقدمة تلفزيون “المنار”
ستة واربعونَ عاماً وما غَيّبتكَ السِّنُونَ، بل كنتَ ولا تزالُ اليومَ ابرزَ الحاضرين، برجالِكَ الذين زَرَعتَهُم في الارضِ فاَنبتوا نصراً بعدَ نصر، وفِكرِكَ الذي ما زالَ يَسقي فينا عناوينَ الوَحدةِ والوطنيةِ ونصرةِ المظلومين.. واَنَ اسرائيلَ شرٌّ مطلقٌ والتعاملَ معها حرام..
كنتَ من اوائلِ المجاهدين العاملين لفتحِ طريقِ القدسِ بعِمّةٍ وبندقية، وتعاليمَ حسينية، فمشى معك وخلفَكَ الرجالُ الرجالُ الذين يَحملونَ اسمَكَ وفكرَك، وما بَدَّلوا تبديلا..
في الذكرى السادسةِ والاربعينَ لتغييبِ اِمامِ الوطنِ والمقاومةِ السيد موسى الصدر و رفيقيه، يُحيي اللبنانيون الذكرى والنهجَ ببذلِ الدمِ وجميلِ الصبر، ونصرةِ غزةَ وفلسطين. ومن على منبرِ الامامِ اطلَّ رئيسُ مجلسِ النواب – رئيسُ حركة امل – الرئيس نبيه بري مُجدِداً العهدَ والولاء، مُقْسِمًا بكوكبةٍ جديدةٍ من الشهداءِ انَ ابناءَ الامامِ على العهدِ والوعد، وما بدّلوا تبديلا، وانَ غزةَ القضية، وسقوطَها يعني سقوطَ الامةِ بامنِها القومي وتاريخِها ومستقبلِها، وانَ ما يجري فوقَ ارضِ فلسطينَ امتحان، والنجاحَ فيه لا يمكنُ ان يتمَ الا بتصعيدِ كلِّ اشكالِ المقاومةِ بوجهِ المشروعِ الصهيوني..
الرئيس بري الذي حيّا الجنوبيين على صمودِهم بوجهِ العدوانيةِ الصهيونيةِ دعا العالمَ الى الزامِ تل ابيب بتطبيقِ القرارِ 1701 وكلِّ القراراتِ ذاتِ الصلةِ بالصراعِ العربي الاسرائيلي.
وفي الملفِ الرئاسيّ جددَ الرئيس بري الدعوةَ الى الحوارِ تحتَ سقفِ البرلمانِ وصولاً لرئيسٍ وطنيٍ جامع، وعدمِ الرهانِ على المتغيرات، مؤكداً باسمِ الثنائي الوطني انَ الاستحقاقَ الرئاسيَ لا علاقةَ له بمجرياتِ العدوانِ الاسرائيلي..
عدوانٌ أكملَ ابناءُ الامامِ الصدر الردَّ عليه بالصواريخِ والمُسيّرات، من مقرِّ قيادةِ كتيبةِ السهل في ثُكنةِ بيت هلل الى ثُكنةِ برانيت وما بينَهما، مدافعينَ عن لبنانَ ومُسندينَ غزةَ واهلَها الصامدين الذين يتصدَّونَ بكلِّ بسالةٍ لحربِ الابادة، مكبدينَ المحتلَّ الخسائرَ اليوميةَ وليس آخرَها ما وصفَه اعلامُهم بالحادثِ الصعبِ في حيِّ الزيتون بغزة..
وفي احياءِ الضفةِ ومدنِها ومخيماتِها، مواجهاتٌ وعملياتٌ فدائيةٌ يَصعُبُ على المحتلِّ وصفُها، وثَّقتها مشاهدُ قتلاهُم المسحوبينَ خِلسةً في جنين، كما الخرقُ الامنيُ الكبيرُ بسيارةٍ مفخفةٍ في عتصيون قربَ الخليل، وما يتوعدُ به المقاومونَ محتلَّهم أكثرُ بكثير.
*****************
مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
قال رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، ما قاله منذ سنة في مثل هذا اليوم، وهو أكده بنفسه، وجاء فيه: “نؤكد على ما طرحناه في 31 آب من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا يزال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنصاب دستوري من دون إفقاده من أي طرف كان”.
الاعتراض على “دورات متتالية” لأن المعارضة تطرح جلسات متتالية. إذَا بعد ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا، ما زلنا مكاننا ” دورات ٌ أو جلسات”. بالتأكيد الخلاف ليس لغويًا بل سياسي بامتياز، وقد أصبح الاستحقاق الرئاسيّ مرتبطًا بجملة استحقاقات أبرزها حرب غزة وحروب الإسناد لها من جنوب لبنان إلى اليمن، حتى وإنْ اعتبر الرئيس بري أن “هذا الاستحقاق هو إستحقاق دستوريّ داخليّ لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي، سواء في غزة أو في الجنوب اللبنانيّ”، وربما أضيف إلى العوامل التي تستدعي الأنتظار، نتائجُ الانتخابات الرئاسية في أميركا وكذلك ملفُ التفاوض الأميركيّ الأيرانيّ على الملف النوويّ الايرانيّ.
مغالاة الرئيس بري في فصل مسار الرئاسة في لبنان عن كل المسارات الخارجية، لا تعززه الوقائع والمعطيات. لم يفُت الرئيس بري توجيه انتقاد لاذع للحكومة “ولا سيما الوزارات المختصة لوجوب مغادرة مساحة الإستعراضات الإعلامية، في إتجاه إعداد الخطط والبرامج الطارئة والحضور اليوميّ في مراكز الإيواء، وتأمين أبسط المستلزمات التي تحفظ للنازحين كرامتهم وعيشهم الكريم”.
في مقابل السباق المتعثر نحو قصر بعبدا، سباقٌ آخرُ غيرُ متعثر، هو رالي لبنان الذي تابعناه طوال النهار، ويتواصل غدًا.
************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
قبل اربعة عشر عاماً تقريباً، في 4 أيلول 2010، وفي رسالة إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والسينودس من أجل المشرق، اعتبر الرئيس العماد ميشال عون أنَّ من الخطأ مقاربة الواقع المشرقي الحالي من منطلق اقليات واكثريات، فهذه البلاد منذ فجر التاريخ هي ثمرة تراكم معرفي ثقافي لشعوب كثيرة وديانات شتى، ولطالما كانت هناك اكثرية باتت اقلية وبالعكس، وهذا نموذج فريد للغنى الروحي والثقافي والمعرفي. فكلما اقتربنا من قريبنا في الوطن وأحببناه، كلما أفلحنا، وكلما ابتعدنا عن محبة القريب، كلما جنحنا نحو التقوقع او السقوط او الهجرة.
وتابع الرئيس عون رسالته بالتأكيد ألا سبب واحداً وحيداً لنزوع المسيحيين الى الهجرة، مشدداً على ان مسؤولية النزف البشري في المشرق لا تقع على الخوف من التطرف الديني فقط، بل إن الوضع الاقتصادي المتردي والسياسي المتقلب والحروب المتتالية منذ الحرب العالمية الاولى والفَقر والجوع الذي لحق بالمشرق جراءها، والحرب العالمية الثانية واستعمار المنطقة وتأسيس اسرائيل وتقسيم فلسطين والتطهير العرقي ضد سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين، واستكمال الضغوط عليهم لتهجير ما تبقى منهم، ورفض حق عودتهم الى بلادهم، شكل اسباباً اكثر من وجيهة للهجرة، وهنا يندرج مخطط توطين الفلسطينيين في البلدان التي هُجروا اليها، وهو ما نرفضه ونسعى لعدم وقوعه، لأنه يصب في خانة تفريغ الارض من سكانها الاصليين وجعْل مهد السيد المسيح من دون مسيحيين، وشطب الهوية الجامعة للأرض المقدسة، فهل من مياه تنساب اذا جف النبع؟
وتابع الرئيس عون لافتاً إلى ان الكلام والعمل على يهودية اسرائيل سيجر تهديداً جديداً وحروباً ومآس وويلات، ولذلك ينتظر المشرقيون من الفاتيكان ومن رؤساء الكنائس الارثوذكسية والبروتستانتية العمل لدى حكومات وادارات العالم الغربي لوقف محاولة أبلسة الدين الإسلامي، وتعميم مفهوم الرُّهاب الإسلامي أو الإسلاموفوبيا، لأنه سيؤدي حتماً الى مزيد من الصدامات. وكذلك ينتظرون من الحبر الأعظم ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف تهويد القدس وإحلال السلام في المشرق بناء على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والسعي لوقف هجرة الأقوام التاريخية، كما ينظرون إلى الكرسي الرسولي كمساعد على ترسيخ حضورهم في بلادهم ووقف تهجيرهم أو هجرتهم منها وبخاصة في فلسطين والعراق ولبنان، في ظل سياسات تديرها حكومات غربية ودولة إسرائيل للوصول إلى هذه النتيجة.
تصوروا للحظة واحدة مشرقاً من دون مسيحيين، ختم الرئيس عون، مضيفاً: وقتها فقط سينتصر الشر في العالم ويبطُل فعل القيامة، ويذهب الكون الى مذبحة لا سابق لها.
في زمن المِحل السياسي، والفراغ على مختلف المستويات، ومقولة “ما بيشبهونا”، كلام الرئيس عون دعوة مكررة إلى التأمل بواقعنا الصعب، على مستوى المنطقة و لبنان، في ضوء المشاريع المفضوحة، والتلميحات الملتوية حول مصير المكونات وهوية المجتمعات. فهل مَن يعتبر ولو لمرة؟
زر الذهاب إلى الأعلى