أقيم اليوم، برعاية وزير الداخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام المولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللّواء عماد عثمان، حفل افتتاح مبنى قطعات مدينة طرابلس في قصر العدل القديم، الذي بدأ العمل على ترميمه وتحديثه ضمن إطار تعزيز مفاهيم الشّرطة المجتمعيّة، بتمويل من الاتّحاد الأوروبي.
حضر الحفل قائد معهد قوى الأمن الدّاخلي بالوكالة العميد الإداري بلال الحجّار ممثلاً وزير الدّاخليّة والبلديّات والمدير العام لقوى الامن الداخلي، سفيرة الاتّحاد الأوروبي ساندرا دو وال، السفير الإسباني في لبنان خيسوس سانتوس أغوادو ، مُنسّقة مشروع تعزيز الشّرطة المجتمعيّة كونسويلو نافارو، محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا، نقيب المحامين في طرابلس سامي الحسن، الرّئيسة الأولى لمحاكم طرابلس القاضية سنية السبع، قائد وحدة الدّرك الإقليمي وكالة العميد ربيع مجاعص، قائد منطقة لبنان الشمالي الإقليميّة العميد مصطفى بدران ومساعديه، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، رئيس غرفة الصناعة والزراعة والتجارة في طرابلس توفيق دبوسي، بالإضافة إلى ممثّلين عن جمعيّات ومؤسّسات المجتمع المدني وضبّاط ارتباط وملحقين عسكريّين في سفارتي اسبانيا وفرنسا، والضبّاط المعنيّين.
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني والأوروبي، ونشيد قوى الأمن الدّاخلي. بعدها ألقى عريف الحفل رئيس فرع الإعلام الأمني في شعبة العلاقات العامّة الرّائد جوليان خليفة كلمة رحّب فيها بالحضور.
الحجّار
ثم القى العميد الإداري بلال الحجّار كلمة قال فيها: “نأتي اليومَ إلى مدينةِ طرابلس الحبيبة، العاصمةِ الثانيةِ للبنان، بمناسبةٍ سعيدةٍ لأهلِها الطيّبين، وللأمنِ والاستقرارِ الوطني، ألا وهي تدشينُ مجمَّعٍ أمنيٍّ، رُوعِيَ في إعادةِ ترميمِهِ مبادئُ الشّرطةِ المجتمعيَّة. وجاء هذا المشروعُ لينسجِمَ ويتكاملَ معَ إستراتيجيّةِ قوى الأمن الدّاخلي التي من أبرزِ أهدافِها تعزيزُ الأمنِ والأمانِ والاستقرار، وتفعيلُ الشراكةِ معَ المجتمعِ، وتحويلُ قوى الأمنِ إلى خدمةِ الأمنِ الداخليّ وفقَ رؤيةِ: “معًا… نحوَ مجتمعٍ أكثرَ أمانًا”. هذه الرؤيةُ نحوَ المستقبلِ، كان بالإمكان أن تكونَ “نحوَ مجتمعٍ آمِنٍ”، وهذا من واجباتِنا؛ ونحنُ أقسَمْنا على الحفاظِ على أمنِ المُجتمعِ، ولكنَّنا نُدركُ جيّدًا أنَّنا لا نستطيعُ أن نصلَ إلى مجتمعٍ أكثرَ أمانًا إلّا “معًا”. وقد اعتمَدْنا كلمةَ “معًا” في الرؤيةِ الإستراتيجيةِ لقوى الأمن، عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميم، لكي يكونَ المواطنُ شريكًا فعليًّا بالأمنِ إلى جانبِنا”.
اضاف: “هذه الشراكةُ تتحقَّقُ تباعًا، وتتقدَّم؛ لأنّنا نعملُ بكلِّ جِديّةٍ على تطبيقِ شعارِ قوى الأمن، ألا وهو “خدمة، ثقة، شراكة”، يدلّ على قيامُ المؤسّسةِ بتقديمِ أفضلِ خدمةٍ شرطيَّةٍ محترِفَةٍ ورائِدَة، تَصبو إلى أفضلِ علاقةٍ معَ المواطنين، وفقَ فلسفةِ الشّرطةِ المجتمعيّة؛ بغية التعرُّفِ إلى المهامِّ التي نقومُ بها، والتضحياتِ التي نبذِلُها، والمعاناةِ اليوميّةِ التي نواجِهُها للحفاظِ على أمنِهم وسلامتِهم. عندَ ذلك، تتعزّزُ الثّقةُ بينَنا، ونتوصّلُ حينها إلى شراكةٍ بنّاءَةٍ، فنتصدّى سويًّا للجريمةِ ولكلِّ ما يُخِلُّ بالاستقرارِ، ويكونُ هدفُنا الجامعُ هو الأمنُ، وحمايةُ المجتمعِ بفعاليّة”.
وختم: “نُقدّمُ شكرَنا الكبيرَ إلى الاتّحادِ الأوروبيّ وسفيرتِهِ ساندرا دو وال، فهو الذي لم يتوقَّفْ عن تقديمِ الدّعمِ اللازمِ لمؤسّستِنا، ولا سيَّما أنَّه تبنّى أفكارَنا وأولويّاتِنا، وأدركَ عمقَ الإشكاليَّةِ، وهي كيفيّةُ التقاربِ، وبناءِ علاقةٍ متينةٍ بينَ قوى الأمنِ الدّاخلي والمواطنين، فقامَ بتنفيذِ عدةِ مشاريعَ ونشاطاتٍ، على مختلفِ الأراضي اللبنانيّة، تُحاكي مبادئَ الشرطةِ المجتمعيَّةِ، وذلك بواسطةِ فريقِ مشروعِ تعزيزِ الشرطةِ المجتمعيّةِ مشكورًا لجهودِهِ ومبادراتِهِ. والشكرُ موصولٌ إلى كلِّ من أسهمَ في إنجاحِ هذه المشاريعِ. نباركُ لمدينةِ طرابلس مجدَّدًا افتتاحَ هذا المُجمّعِ الأمنيِّ الجديد الذي سيُسهِمُ في تعزيزِ الأمنِ والاستقرارِ لهذهِ المدينةِ الحبيبةِ، وتطويرِ العلاقةِ معَ المواطنين”.
دو وال
ثم القت السفيرة ساندرا دو وال كلمة قالت فيها: “أشعر بفرح وفخر عظيمين، وأنا واقفة هنا في قصر العدل القديم الذي تم ترميمه. إن دعمنا لم يعزز فقط قدرات قوى الأمن الداخلي وتحسين تقديم الخدمات للمواطنين، بل ساهم أيضًا في الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمدينة. توفر المراكز الشرطية الحديثة والمُجهّزة جيدًا والمترابطة بيئة أكثر أمانًا لكل من العناصر والمواطنين. لهذا السبب، وبالتعاون مع شركائنا في مشروع تعزيز الشرطة المجتمعيّة وبتنسيق مع قوى الأمن الداخلي، تمكنا من تجديد هذا المركز الشرطي بالإضافة إلى ثلاثة مراكز شرطة أخرى في صيدا، الدكوانة، والجمّيزة”.
اغوادو
وقال سفير اسبانيا خيسوس سانتوس اغوادو: “نحتفل اليوم في طرابلس بخطوة مهمة على طريق تحسين سلامة وأمن لبنان: افتتاح مركز الشرطة الثالث الذي تم تجديده بالكامل من قبل التعاون الإسباني بتمويل من الاتحاد الأوروبي. يسلط هذا الحدث الضوء على التعاون الوثيق بين “الاتحاد الأوروبي” وإسبانيا وفرنسا ولبنان، من خلال مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية”.
اضاف: “كما ترون، فإن التحول الذي شهده مركز الشرطة هذا ملحوظ، حيث يضم مرافق حديثة وفعالة ومستدامة من شأنها أن تؤثر بشكل إيجابي على العمليات اليومية لقوى الأمن الداخلي والمجتمعات التي تخدمها. ومع ذلك، فإن هذا المشروع لا يتعلق فقط بالأمور الماديّة إذ على مدى السنوات الثلاث الماضية، عمل مشروع الشرطة المجتمعية بشكل وثيق مع قوى الأمن الداخلي لغرس ثقافة الخدمة وتعزيز الروابط المجتمعية، وتشمل الإنجازات الرئيسية تدريباً شاملاً لأكثر من 800 عنصر من قوى الأمن الداخلي وأكثر من 100 ضابط شرطة بلدية. وبالتوازي مع ذلك، قمنا بدعم أكثر من 20 منظمة من منظمات المجتمع المدني لتعزيز سلامة المجتمع والتماسك الاجتماعي، وتمكينهم من التعاون بشكل أكثر فعالية مع أجهزة إنفاذ القانون. علاوة على ذلك، تناولنا مجالات بالغة الأهمية مثل حماية البيئة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومنع التطرف العنيف”.
وتابع: “يُعدّ هذا المبنى الذي تم تجديده حديثًا في طرابلس رمزًا ملموسًا لتفانينا. ما كان في السابق مكانًا مهجورًا أصبح الآن مركزًا نابضًا بالحياة لثلاث فصائل من قوى الأمن الداخلي، وقد تم تصميمه بحيث يسهل على المجتمع الوصول إليه، ويتسم بالكفاءة والترحيب. السيدات والسادة اسمحوا لي أن أشارك بعض النقاط البارزة في هذا التجديد. توفر المرافق التي تم تطويرها ظروف عمل محسنة لضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي، مما يعزز قدرتهم على خدمة الجمهور بشكل أكثر فعالية أحدث التقنيات، ويعزز الأثاث المنتج محلياً القدرات العملياتية لقوى الأمن الداخلي، في حين تدعم مساحات العمل الحديثة والمريحة الروح المعنوية ورفاهية العناصر. وتماشياً مع التزامنا بحقوق الإنسان، تضمن مرافق الاحتجاز المحدثة تلبية الظروف المعيشية الأساسية”.
وختم: “بنفس القدر من الأهمية، فإن استخدام مصادر الطاقة النظيفة يقلل من التكاليف التشغيلية. في الختام، اليوم لا يتعلق فقط بافتتاح مبنى؛ يتعلق الأمر بتعزيز شراكتنا مع المجتمع. شكرا لكل من لعب دورا في جعل هذا ممكنا. معًا، نبني لبناننا أكثر أمانًا وقدرة على الصمود”.
نافارو
وقالت مُنسّقة مشروع تعزيز الشّرطة المجتمعيّة كونسويلو نافارو: “بالنيابة عن مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية الممول من الاتحاد الأوروبي، يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في حفل افتتاح مبنى القيادة الإقليمية لقوى الأمن الداخلي في شمال لبنان. لا تمثل هذه اللحظة تعزيز البنية التحتية الأمنية فحسب، بل تمثل أيضًا نجاح التعاون المجتمعي. حقق مشروع الشرطة المجتمعية، الذي يهدف إلى تعزيز فعالية ومشاركة قوى الأمن الداخلي في لبنان، إنجازاً كبيراً مع الانتهاء من تجديدات واسعة النطاق في أربعة مبان: الجميزة والدكوانة وصيدا الجديدة والآن طرابلس، وسيتم طوال شهر أيلول الحالي، تسليم هذه المباني المرمّمة بالكامل إلى قوى الأمن الداخلي. وقد استفادت ثمانية مراكز شرطة من أعمال البناء والتجديد الشاملة”.
اضافت: “في طرابلس، يعد تجديد هذا المبنى ذا أهمية خاصة. لسنوات عديدة، تم التخلي عن هذا المرفق وكان مجرد طريق مختصر لقصر العدل، والآن يقف هذا المبنى كرمز للالتزام وخدمة المجتمع. واليوم، يضم هذا المبنى ثلاثة مراكز شرطة – فصيلة التل، وفصيلة السويقة، وباب الرمل، والتي كانت تقع سابقًا في أماكن مستأجرة غير مناسبة. ويجب أن أعترف أنه عندما قمنا لأول مرة بزيارة مراكز الشرطة هذه في طرابلس، شعرنا بقلق عميق إزاء ما رأيناه، كان العناصر يعملون في بيئات دون المستوى المطلوب، مع بنية تحتية قديمة أعاقت قدرتهم على خدمة المواطن بفعالية، لكن اليوم، يوفر هذا المبنى للعناصر مساحة عمل حديثة وآمنة وكريمة تسمح لهم بأداء واجباتهم بالاحترافية والتفاني المعروفين بها”.
وتابعت: “إن الشرطة المجتمعية هي أكثر من مجرد الحفاظ على النظام، فهي تتعلق ببناء الثقة، وتعزيز العلاقات، والتأكد من أن الشرطة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من المجتمع. يعد هذا المبنى بمثابة تذكير يومي بأن السلامة العامة هي مسؤولية مشتركة تشمل الشرطة والسلطة المحلية والمجتمع المدني والمواطنين على حد سواء. لم يكن هذا المشروع ممكنًا لولا التفاني الجماعي والجهود الدؤوبة للعديد من الأفراد. أود أن أعرب عن عميق امتناني لشركائنا من شركة Tragsa الإسبانية. كما أنني أشعر بالامتنان العميق لفرق عمل “أبو ديب”، وكانت جهودهم حاسمة في إحياء هذا المشروع. نحن محظوظون لأننا حصلنا على إشراف وخبرة APAVE طوال المشروع، مما يضمن إكمال كل مرحلة وتنفيذها بدقة”.
وختمت: “أخيرًا، أشيد بالالتزام الثابت لضباط قوى الأمن الداخلي، الذين كان دعمهم ومشاركتهم المستمرة أمرًا أساسيًا لنجاح هذا التجديد. وكما قال المهندس المعماري الشهير ريم كولهاس ذات مرة: “للمبنى حياتان: الحياة التي يتخيلها صانعه والحياة التي يعيشها بعد ذلك”. اليوم، يبدأ هذا المبنى حياته الثانية، حياة مكرسة لخدمة المجتمع، وحماية مواطنيه، ويكون بمثابة شهادة على قوة التعاون. شكرا لكم جميعا لكونكم جزءا من هذه الرحلة. معًا، لم نقم بإعادة بناء الهيكل فحسب، بل عززنا أيضًا أسس مجتمعنا. إنني أتطلع إلى التأثير الإيجابي الذي سيحدثه مركز الشرطة هذا على الأشخاص الذين يخدمهم”.
ثمّ جال الحاضرون على أقسام المبنى، مستعرضين المكاتب والغرف المستحدثة، التي تراعي مبادئ احترام حقوق الإنسان.
وفي الختام، أخذت الصور التذكاريّة، وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
زر الذهاب إلى الأعلى