“أن بي ان”
بعد أكثر من 25 شهرا على الشغور الرئاسي بات هذا الإستحقاق على بعد 25 يوما فقط من إنجازه خلال الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
رئيس مجلس النواب نبيه بري يؤكد هذا الأمر خلال لقاءاته التي لم تخل من الرئاسيات اليوم ويقول: “الجو منيح وإن شاء الله في رئيس بجلسة 9 كانون الثاني”.
وهو أيضا ما أكده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من عين التينة والذي أكد إصراره والرئيس بري على أن يخرج الدخان الأبيض من الجلسة المرتقبة.
على أن الأحداث التي جرت بحسب جنبلاط في المنطقة تشكل زلزالا يستوجب انتخاب الرئيس لتحسين البلاد لأن تحرير الجنوب ضرورة وإعماره ضرورة.
جنوبا يواصل العدو الإسرائيلي خروقه لوقف اطلاق النار واليوم رصد تقدم لجنود الاحتلال معززة بجرافات باتجاه وسط بلدة الناقورة بالتزامن مع تفجير المنازل وتمشيط بالاسلحة الرشاشة. كما شهدت بلدة مركبا تفجيرات مماثلة خلال ساعات الفجر.
إلى ذلك استهدفت مسيرة معادية منطقة الداودية بين بلدتي النجارية والمصيلح ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح واستهدفت غارة أخرى أطراف البيسارية.
على الخط السوري واصل العدو استباحة الأراضي السورية وشن غارات عنيفة على دير الزور واللاذقية وطرطوس والتي تسببت بهزة أرضية بقوة ثلاث درجات ووصفها الاعلام الإسرائيلي بهروشيما طرطوس بموازاة إستمرار التوسع خارج المنطقة المعزولة.
في المقابل تواصل البعثات الدبلوماسية افتتاح مقراتها في العاصمة السورية فيما من المتوقع ان يصل موفد أوروبي كبير إلى دمشق لإجراء اتصالات مع السلطة الجديدة وسط دعوة الخارجية الأميركية لرعاياها لمغادرة الأراضي السورية…
“أم تي في”
الحراك الرئاسي المكثف مستمر، ومحاولات التوافق على شخصية تملك فرص النجاح في الجلسة الرئاسية مستمرة ايضا. لكن حتى الان لا مؤشرات الى انه سيكون للبنان رئيس جديد في التاسع من كانون الثاني.
ففريق الممانعة يريد انتخاب رئيس بالتي هي احسن وذلكاستباقا لامرين:
تسلم دونالد ترامب مقاليد السلطة في اميركا،
وحصول تطورات اقليمية تؤدي الى اضعاف موقفه اكثر فاكثر،
وخصوصا بعد الضربات التي تلقاها في غزة ولبنان وسوريا.
في المقابل فان الفريق السيادي يعلي سقف مواقفه، وهو وفق تصريحات كتله النيابية لا يريد رئيسا بلا لون ولا طعم ولا رائحة،
بل يسعى الى انتخاب رئيس يسهر على تنفيذ القرارات الدولية وفي طليعتها 1701 و1559. فاي موقفين سيغلب في النهاية؟
في انتظار الجواب الحاسم، فان رئيس تيار المردة سيلقي كلمة ليل الاربعاء يحدد فيها موقفه من الاستحقاق الرئاسي. فهل يعلن سليمان فرنجية خروجه من السباق الرئاسي؟
وهل يستكمل اعلان الانسحاب بتأييد العماد جوزاف عون؟
وفيما لبنان منشغل بمعركته الرئاسية، فان سوريا منشغلة بالمرحلة الانتقالية.
والواضح ان الادارة الجديدة في دمشق في سباق مع الوقت لاعادة سوريا الى خريطة العالم .
وقد صدر عن الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد بيان يمكن وصفه بالمضحك المبكي.
فالرئيس الهارب من غضب شعبه ادعى انه لم يغادر سوريا بصورة مخطط لها،
وهو امر غير صحيح.
فكل المؤشرات تؤكد انه أعد هروبه بدقة وبكل التفاصيل،
وان افراد عائلته سبقوه في عملية الهرب.
لكن الاغرب قول الاسد انه لا معنى لبقاء المسوؤل في منصبه بعد سقوط الدولة بيد الارهاب.
فما هذا الرئيس الذي يتكلم كمراقب او كمحلل؟
وعلى افتراض ان بلاده كانت مهددة بالوقوع بيد الارهاب،
فهل المسوؤل الحقيقي يواجه حتى آخر لحظة او يهرب من اول لحظة؟…
“أو تي في”
هل ينجح الساعون إلى تطيير جلسة 9 كانون الثاني 2025 في مسعاهم؟
وهل يتمكنون من إطاحة الفرصة الجدية السانحة لإنهاء الفراغ الرئاسي، والميثاق المطعون بلا دستورية الحكومة؟
وما هي الخطة البديلة لهؤلاء في حال تم إرجاء الجلسة، أو لم يكتمل نصابها، أو حتى إذ التأمت بدورات متتالية ولم تخرج برئيس؟
وماذا ينفع بعض اللبنانيين لو ربحوا كل تأييد الخارج، وخسروا الوحدة الوطنية والتضامن بين اللبنانيين؟
هذه الاسئلة التي كان يمكن اعتبارها قبل أسابيع من قبيل المبالغة، باتت اليوم أكثر واقعية، في ضوء الرهانات التي باتت معلنة للبعض على التمديد للشغور في السدة الأولى، انتظارا لظروف أفضل لمصلحة أشخاصهم بالدرجة الاولى، وسياساتهم بالدرجة الثانية.
فهؤلاء الذين طبلوا آذان اللبنانيين على مدى أشهر بوجوب الإسراع في إنهاء الفراغ، معطلين في الوقت نفسه كل مساعي الحوار والتشاور، سواء على المستوى المسيحي أو الوطني،
كشروا اليوم عن أنيابهم، بعدما سجل رئيس المجلس النيابي نبيه بري هدفا في مرماهم، حيث فأجأهم بتحديد جلسة رئاسية، فراحوا يبحثون عن ذرائع لمواصلة الهرب إلى الأمام.
اليوم، كرر بري أن شمس 9 كانون الثاني لن تشرق بلا رئيس، وكذلك فعل وليد جنبلاط العائد حديثا من لقاء مع الرئيس الفرنسي.
وأما موقف التيار الوطني الحر فمعروف، وهو ما يعلنه باستمرار جبران باسيل، ويبلغه إلى من يلتقيهم، مع أو من دون إعلام. وهذا ما يؤكده أكثر الكتل والنواب من مختلف المشارب والاتجاهات. أما اليقين، ففي الاسبوع الاول من العام الجديد…
“أل بي سي”
سبع جبهات تواجهها إسرائيل منذ “طوفان الاقصى “,هي قطاع غزة, الضفة الغربية,لبنان,سوريا,العراق,ايران واليمن.
هذه الجبهات السبع,لم يبق منها واقف, سوى جبهة الحوثيين في اليمن, هكذا عنونت صحيفة Jerusalem post , وفندت إضعاف تل أبيب إيران وكل حلفائها, بإستثناء الحوثيين القادرين، مثلما فعلوا اليوم، على ارسال صواريخ باليستية تصيب الداخل الاسرائيلي.
بفائض القوة هذا, ستعمد تل ابيب إلى توجيه ضربة قاضية ضد الحوثيين بحسب ما نقل الاعلام الاسرائيلي عن مصدر عسكري.
القضاء على الحوثيين اذا حصل, سيجعل ايران الضعيفة، بحسب اسرائيل, وحيدة في مواجهة تل ابيب وواشنطن, فإما ترضخ لشروطهما المرتبطة بملفها النووي, واما تتحضر لضربة تهز نظامها, اعتبارا من لحظة وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني.
هذا واقع المواجهة بين اسرائيل ومحور المقاومة اليوم, اضف اليه، تطورات ملف الاسرى لدى حماس, وهو ايضا اصبح في مراحله الاخيرة بحسب وزير الامن الاسرائيلي.
على هذا الاساس سيدخل دونالد ترامب البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني المقبل, ليتفرغ لاولوياته في الشرق الاوسط، وعلى رأسها السلام او التطبيع بين السعودية واسرائيل.
اما لبنان ورئاسته الاولى, فليسا في اولوية ترامب.
وعليه, يفترض ان يقارب المسؤولون الملف الرئاسي بالبحث عن المهام التي ستلقى على الرئيس العتيد قبل البحث عن اسمه. فما حصل في المنطقة زلزال يفرض انتخاب رئيس لتحصين البلد وتحرير الجنوب واعادة اعماره,
وهذا ما قاله وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس بري مساء.
“الجديد”
الدخان الرئاسي الأبيض الذي أراده الرئيس نبيه بري تيمنا بمدخنة الفاتيكان، لا يزال رماديا او بأفضل تقدير : بلا لون وبلا شخصية . فعلى بعد خمسة وعشرين يوما عن الجلسة الموعودة بدأت ترتفع غيوم التريث والتأجيل وهو المسعى الذي تفضله القوات اللبنانية بعدما فرضت تغييرات المنطقة واقعا جديدا.
وباتت معراب قبلة المرشحين و” المطهر” الالزامي لعبور المرشحين الممهورين بموافقة الكنيسة وبينهم فريد هيكل الخازن ونعمت افرام وابراهيم كنعان لكن رئيس حزب القوات سمير جعجع لم يغادر منطقة التريث، ويجري حساباته رئاسيا على ساعة المنطقة وشرقها الاوسط المتغير.
لم يفصح جعجع حتى الآن عن ترشحه، وإن كان يضمر النية لذلك .. وهو يقوم بدراسة الأسماء البديلة عن الترشح الشخصي، غير أنه لم يعط سره لأحد.
وعلى الرئاسة وإعادة الإعمار يفحص موفدان قطريان التربة السياسية في بيروت، التي وصلها وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي فيما يصل الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني غدا الثلاثاء لبحث ملفات المستجدات السورية واللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي.
أما سعوديا فقد علمت الجديد أن المملكة نقلت الملف اللبناني من المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الى أحد الأمراء. ومع تحرك الموفدين والدعوات المحلية والدولية الى التوافق، ازدادت أعداد المرشحين الذين ينظمون جولات على المقار الفاعلة
واذ يتسبب هذا الازدحام باعادة خلط الاوراق الرئاسية، فإن المتفائل الأول في الجمهورية ظل الرئيس نبيه بري، ويليه في الابتسامة الثانية المقرر الرئاسي وليد جنبلاط الذي زار بري ونقل عنه انه مصر على خروج الدخان الأبيض من جلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني واضاف: “نعم أنا متفائل”.
وعلمت الجديد أن جنبلاط سيزور تركيا في الأيام المقبلة، قبل زيارته سوريا ولقاء قيادتها الجديدة . وعلى جدول الرحلات الى انقرة، زيارة سيقوم بها الرئيس نجيب ميقاتي الأربعاء للاجتماع بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يرافقه وزراء الخدمات على ان تليها زيارة الى مصر وقبل الخارج يطرح ميقاتي ملفات الداخل ولاسيما المتعلقة بسوريا على جدول اعمال مجلس الوزراء وستتصدر قضية المخطوفين في سوريا النقاش الوزاري…
واما الرئاسة فإنها تبحث عن كبيرها ومرشحها الاقوى، ووفقا لشهادة من الرئيس ميشال سليمان : الرئيس لا يدخل كبيرا بل يخرج كبيرا.
زر الذهاب إلى الأعلى