صحة

هل يستطيع لبنان تأمين الأدوية المزمنة في ظل التهديدات بالحرب؟

بقلم فاطمة ناصر الدين

مع تصاعد التوترات الإقليمية والتهديدات الإسرائيلية، يواجه لبنان احتمال اندلاع حرب جديدة، ما يدفع المواطنين للبحث عن الأمان في تأمين المواد الغذائية والأدوية الأساسية، خاصة تلك التي تعالج الأمراض المزمنة.

لا يزال سيناريو تفشي كورونا والانقطاع الدوائي عالقًا في أذهان اللبنانيين، خاصة مرضى الأمراض المزمنة والمستعصية. في ظل التوترات الحالية، بدأ العديد من المواطنين في المناطق المهددة بشراء كميات إضافية من الأدوية وتخزينها، خوفًا من نقصها في حال اندلاع الحرب. بالنسبة لمرضى الأمراض المستعصية، الوضع أكثر خطورة، إذ أن بعض الأدوية غير متوفرة سوى في وزارة الصحة بكميات محدودة، وفي حال اندلاع الحرب قد تفقد تمامًا.

الصيدليات في بيروت وضواحيها تشهد زيادة في الطلب على الأدوية المزمنة، حيث يحرص المواطنون على شراء كميات تكفيهم للأشهر القادمة. ومع ذلك، يشير الصيادلة إلى أن هذا التهافت يسبب ضغطًا كبيرًا على المخزون المتاح، ما يهدد بحدوث أزمة نقص.

في الضاحية الجنوبية، أكدت إحدى الصيدلانيات أن الإقبال على شراء الأدوية يزداد بعد كل عملية اغتيال في الجنوب. وأشارت إلى أن بعد اغتيال شكر، زاد التهافت بشكل كبير ما اضطرها لطلب كميات إضافية. ولكن، لا يزال هناك العديد من المواطنين غير قادرين على شراء كميات كبيرة من الأدوية، بسبب ارتفاع أسعارها.

في المقابل، طمأن نقيب الصيادلة، جو سلوم، أن مخزون الأدوية المزمنة كافٍ لمدة تصل إلى ستة أشهر، وأن المصانع المحلية قادرة على تلبية الطلب، شريطة أن يتم ترشيد استهلاك الأدوية وعدم تخزينها بشكل مفرط.

في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل سيتمكن لبنان من تجنب أزمة دوائية جديدة، أم سنشهد تكرارًا لمشهد الانقطاع الذي عاشه المواطنون خلال جائحة كورونا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى