متفرقات

لقاء بعنوان “محبة وعطاء” عن نهج الشيخ المغيب يعقوب في العيش الاسلامي – المسيحي لمناسبة الذكرى الـ 46 للتغييب يعقوب: قضية الوالد باقية شعلة للمحبة والعطاء

عقدت مؤسسة الشيخ الدكتور محمد يعقوب للتنمية بالتعاون مع “المجلس اللبناني – السعودي الثقافي” ومطرانية جبل لبنان للسريان الارثوذكس لقاء تحت شعار “محبة وعطاء” في عين سعادة، لمناسبة الذكرى الـ 46 لاختطاف السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين في 31 اب 1978 وانتقال السيدة العذراء في 15 آب بهدف تسليط الضوء على نهج الشيخ المغيب الدكتور محمد يعقوب في العيش الاسلامي – المسيحي المشترك تخلله كلمات علمائية من الطوائف كافة من ضمنها كلمة لنجل الشيخ المغيب محمد يعقوب الدكتور علي يعقوب وكلمة لشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى وكلمة للسيد علي محمد حسين فضل الله ورئيس المجمع المقدس للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا ورئيس محكمة جبل لبنان السنية القاضي الشيخ احمد الكردي وقصائد من وحي المناسبة للشعراء الدكتور ميشال كعدي والدكتور ميشال جحا ومداخلات من الشيخ محمود صبوح وإعلاميين، وحقوقيين وكتّاب وبعض الشخصيات المشاركة. كما ألقى ختاما كلمة عاطفية ووجدانية حفيد الشيخ محمد يعقوب الناشط السياسي والاقتصادي فضل علي يعقوب.

حضر اللقاء لفيف من العلماء والمطارنة وحضور نوعي من النخب التي تعمل في إطار الحضارات والحوار والتعايش منها عضو المجلس التنفيذي في “مشروع وطن الانسان” ورئيس مؤسسة “وان فويس فاوندايشن” الدكتور انطوان قلايجيان والامين العام للقاء الاسلامي – المسيحي عن سيدتنا مريم ومنسق “أكادمية الانسان للتلاقي والحوار” الدكتور ناجي الخوري وعدد من ممثلي منظمة العالمية لحوار الاديان والحضارات وجمعيات ومنظمات حقوق الانسان محلية ودولية ورؤساء بلديات وفاعليات اجتماعية وعلمية.

استهل اللقاء بكلمة ترحيب وتعريف ألقتها رئيسة سيدات المدن السيدة ورئيسة “المجلس السعودي – اللبناني الثقافي” الشيخة أماني الحقيل التي قالت:” نجتمع اليوم في هذا اللقاء المميز في لقاء شهر آب تزامنا مع انتقال السيدة العذراء وتغييب رجالات كبار غيبوا لانهم يؤمنون بالعيش الاسلامي المسيحي المشترك لكي نتحدث عن نهج الشيخ الدكتور محمد يعقوب في هذا السياق من رؤساء طوائف لبنان واصحاب العلم والمعرفة

ثم قدمت أول المتحدثين رئيس “مؤسسة الشيخ الدكتور محمد يعقوب للتنمية”، نجل الشيخ المغيب محمد يعقوب الدكتور علي يعقوب الذي اكد ان “هذا الحضور الحاشد والرائع من جميع اطياف لبنان خير دليل أن قضية الوالد والامام الصدر ما زالت حية وراسخة في وجدان الشرفاء”.

وقال:”من معجن السماء خبز الفقراء – ومن صحراء محمد لهيب الرجاء ومن نهج علي عدالة وعزيمة ومضاء – ومن طف حسين منطق شهادة والفداء – ومن تسامح المسيح فعل محبة وعطاء نعم أعزائي ومن هذا المنطلق ومن هذه الروحية وببركة التوجه الاللهي الذي نستمده من محمد والمسيح نجتمع اليوم تحت هذا الشعار “محبة وعطاء” لكي نسلط الضوء على نهج الشيخ الدّكتور محمّد يعقوب في العيش الاسلامي المسيحي المشترك”.

أضاف:”بداية لزام علينا وبايجاز ان نبدأ من ولادة ونشئة الوالد الذي غيب قبل ان اكمل عامي الاول ومن ثم على عمله ونهجه وتغييبه مع السيد موسى الصدر، ففي عامٍ بهيٍّ، الا وهو عام 1945، لعلَّهُ العامُ، الّذي تعالَت شمس المحبَّة على بلدةِ “مقنة” البقاعيّة، أبصر النورَ فتىً، مثقل الكاهلِ بالمسؤولياتِ والأماناتِ، وسُموِّ الرِّسالةِ، كأنما الله شدَّهُ إلى الدُّنيا ليكون وجهاً رَسوليّاً، وهادياً للدّين الحنيفِ والمؤمنين”.

تابع:”على قُدسية الكلمةِ، نهض في سِنّ مبكِّرةِ، بهمَّةٍ صلبةٍ شمَّاءَ، أملَتْ على طلعتِهِ الغرّاء الصَّدْقَ، والوثبَ نحو مبدإٍ مُسَّى بجِناحِ الشَّجاعةِ من دون تردُّدٍ أو تعوُّج، فتارةً قبلتُهُ البقاع، وشموخ الأعمدةِ السّتة، وطوراً في مغامرةِ الحقّ والمناقبِ المُدافعة عن الكرامةِ، حيثُ كان اللّقاءُ الأوَّلْ الّذي جمعهُ بالإمام موسى الصّدر، خالقِ الانفتاح والمحبَّة في منزل آيةِ اللهِ الشّهيد محمد باقر الصّدر في العراق، وقد استقرّ به الطّوافُ، على وقعِ سليلِ الأصلابِ الشّامخةِ حتّى طريقِ سدادِ القصدِ واستقامةِ المنهجِ. وقفتنا اليوم أمام رجلٍ كبيرٍ، إن هي إلاّ تذكيرٌ بعظيمٍ من لبنان، امتلأ بقيَمٍ، لا أعظمَ ولا أجلَّ، فكان حضورُهُ تأكيداً لعنفوانٍ وَصِدقٍ حسينيٍّ من شأنهِ النّخوةُ ونكرانُ الذاتِ، والاكتفاءُ بشرفِ الهدفِ، كما هي محبة المسيح واكتمالُ الوفاءِ والإخاءِ على التَواصلِ وتوطيدِ الرأي، ومشعبِ الهدايةِ. هذا العظيمُ، نَقَل أبواب هياكل المعرفةِ الشاملة على الزهادةِ والرصانةِ، موطِّناً نفسه على الصّبرِ، وملاذِ الأحكامِ، فهو كنَّازٌ مُدَّخِرٌ، بالتَّبِعات الإرثية”.

اضاف:”سماحة الوالد الشّيخ محمّد يعقوب عُرِفَ بصراحةِ القولِ والتَّديُّن، حتّى امتزجَ فيه القلقُ الرُّوحيُّ بالتَّحسُّسِ البشريِّ، حتى إذا سُئِلَ أبو حسن عنِ السُّوَرِ القرآنيّة والفقه، تحدّر بقوَّةٍ، وثقة ، فتخشع له الجوارحُ، هكذا وصَفه سماحة السيد موسى الصَّدر، والذي قال فيه عند زيارتهما للرئيس الجزائري ” هوراي بو مدين” قبل أشهر من تغييبهم وفي مقابلة مع مجلة القبس الكويتية شرف ومقولة: ” قمة الثقة”. المعروف عن الدكتور الشّيخ محمّد يعقوب أنَّ له مواقفَ في الإفتاءِ. الإفتاءُ عنده لونٌ من ألوانِ المنطقِ العلميّ القريب من الصَّلاةِ، فهوَ أبداً في وقارِ الدِّقةِ وميزانِ العدلِ العلميِّ والأئمَّةِ الهادين، والمحاجِّ الواضحةِ والمنطقَ وموضعِ الصواب السديد. وإذا صلّى تياسرت له العِبادةُ، وخصوصاً إذا وَقَفَ للكلامِ، فكأنّما يَكشفُ الزمن بأرواقٍ تشيرُ إلى مُخبّآت الصُّدور وإحناءِ الضُّلوع في جلاءِ البَصر، على كثيرٍ من البيانِ واللِّسان. لو تسمعُهُ يقولُ: ” هكذا يتعلّمُ رفاق الجهاد في الجنوب أنصعَ الصّفحات وأكثرها خلوداً، وأبقاها أثراً، وأصلبها عوداً وأعدلها قضيّةً…”. ” في بلدة بقاعية وهي الكرك سكانها مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وهي رمز للعيش المشترك وتبيان لنهجه الذي يحمل عنوان هذه الندوة، قال يجب التمسك بكل مسيحي في لبنان ليكون لنا سفيرا في الغرب”.

 وكان ھمھما مصلحة الناس والشعب ولیس مصالحھما الشخصیة لذلك ادى ھذا النھج الى استھدافھما ومحاولة اغتیالھما جسدیاً فلم یابھا لھذه التھدیدات واعتبرا ان الغرائز یجب تھذیبھا، اما الشیخ محمد یعقوب فیقول : “نحن اتینا لندیّن السیاسة ولیس لتسییس الدین “. لقد كانت الاولویة لدیه العلم ، فاعد رسالة الدكتوراه في العلوم الفلسفیة من جامعة السوربون الفرنسیة بعد قراره الذھاب الى النجف لیتشرف بالدراسة على ید السید باقر الصدر . وقد تمیز الشیخ محمد یعقوب باطلالة على الملفات الاقلیمیة والدولیة ، وكانت له شخصیة فریدة زاد من فرادتھا ثورة وھو اي الشیخ محمد یعقوب التزم بالمبدأ القرآني في تربیة الفرد على الفضائل الاخلاقیة المثلى التي تروض النفس على الوازع الدیني ، كالصبر والصدق والعدل والاحسان والحلم والعفو والتواضع . وسار على نھج الحسین علیه السلام في الشھادة للحق والعدل لتكون شعلة مضیئة ، وصرخة للاحرار ومسیرة للصادقین الاوفیاء یستلھمون مسارھم الى احقاق الحق”.

ختم:”نشكر الشیخة اماني الحقیل والدكتور علي یعقوب على ھذا اللقاء الجامع الذي نعتبره مناسبة مھمة لتأكید المحبة والعطاء التي مثلھا الشیخ محمد یعقوب في مسیرته العطرة وعقلانیته لارساء قواعد واسس بناء الدولة على الحق والعدالة”

 السيدة أريج بدر، الكاتبة ميرنا جحا، السيدة بيسان مرتضى، الانسة نورة سعادة، والسيد إدوار أبي رميا.

يذكر أن “مؤسسة الشيخ الدكتور محمد يعقوب للتنمية” تنظم ايضا ذكرى السادسة والاربعين للتغييب تحت الشعار نفسه “محبة وعطاء” في قاعة المؤتمرات في مسجد الامام علي في عاصمة الدانمارك كوبناهجن يوم الذكرى الأولى والنصف من بعد ظهر 31 أب الجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى