طالبة أميركية: لهذا خاطرت بمستقبلي للاحتجاج في الحرم الجامعي
استعرض تقرير بصحيفة تايمز قصة الطالبة اليهودية إيريس هسيانغ التي اعتقلت ضمن أكثر من 100 شخص، في مشاهد تلفزيونية ينسب إليها الفضل في إلهام أعمال مماثلة من الاحتجاجات في الكليات الجامعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
واعتقلت هسيانغ مع العشرات من الطلاب في جامعة كولومبيا لرفضهم مغادرة الحرم الجامعي خلال الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين، ورافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وانتشرت خيام المحتجين الذين يطالبون الجامعات بوقف التعاملات التجارية مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة بجميع أنحاء البلاد في حركة طلابية لا مثيل لها بهذا القرن، ولكن حملة القمع التي شنتها الشرطة بعد ذلك أثارت أصداء حركة الاحتجاج الطلابية الأكبر حجما خلال حقبة حرب فيتنام.
وشرحت الطالبة التي أوقفت عن الدراسة ولا تعرف هل ستسمح لها الجامعة بمتابعتها -للصحيفة، في تقرير بقلم جوزي إنسور- سبب مشاركتها في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وما الذي دفعها لذلك، وقالت إنه ألقي القبض عليها وقيدت يديها بأربطة ووضعت في زنزانة احتجاز في مقر الشرطة طوال الليل.
وتقف هسيانغ -حسب الصحيفة البريطانية- الآن خارج بوابات حرم جامعة كولومبيا فترة ما بعد الظهر، لأنها منعت من حضور الفصول الدراسية والوصول إلى المكتبة وقاعات الطعام وأي من المباني الأخرى بالحرم الجامعي، وسُمح لها فقط بالبقاء في مسكنها كجزء من شروط تعليقها.
سجل إجرامي وطرد دائم
وقد اتهمت هسيانغ من قبل جامعة كولومبيا، بناء على لائحة اتهام الشرطة، بالتعدي على ممتلكات الغير والتخريب و”السلوك التخريبي” وأوقفت طالبة علوم المناخ وحقوق الإنسان عن الدراسة، ولكنها تتساءل بسخط “كيف يمكنني التعدي على ممتلكاتي في جامعتي؟”.
وتواجه هسيانغ التي ترتدي كوفية باللونين الأبيض والأسود كرمز للتضامن مع القضية الفلسطينية، جلسة استماع بالمحكمة في وقت لاحق من هذا الشهر، وتنتظر قرار الجامعة بشأن ما إذا كان سيسمح لها بمواصلة دراستها.
وتقول إن والديها (الأم يهودية والأب آسيوي) قلقان عليها ككل الآباء، وهما يدعمانها، وتضيف “لقد نشأت في منزل وقفنا فيه في وجه الظلم، لذلك قمت بصياغة الأمر لهم على النحو التالي: ماذا نريد من الناس أن يفعلوا لو كنا في غزة وكان هذا يحدث لنا؟”.
غير أن التهديد بوجود سجل إجرامي والطرد بشكل دائم يؤرقان الطالبة المتفوقة، خاصة أن الرسوم الدراسية في جامعة كولومبيا تصل تكلفتها إلى 66 ألف دولار سنويا، وسيتعين عليها دفع رسوم عام آخر إذا اضطرت إلى إعادة الدراسة بعد غياب عن الفصول والامتحانات الحاسمة أثناء التظاهر.
ومع أن عددا من الأساتذة تواصلوا مع الطلبة لتقديم دعمهم، وانتقدوا بشكل خاص طريقة تعامل الجامعة مع المظاهرات، ووقف ما لا يقل عن 10 من أعضاء هيئة التدريس يرتدون سترات برتقالية متعانقين بالحديقة المركزية يوم الاثنين عندما صدر الأمر بالإخلاء، فإن هسيانغ تشعر بخيبة أمل، وتقول “لا أستطيع أن أصدق أن الأمر قد وصل إلى هذا (الحال)”.
أفكر في طلاب غزة
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي مدينة نيويورك نفد صبرهم بسبب الاحتجاجات، ودعا عمدتها إريك آدامز أولياء أمور الطلاب الذين دخلوا قاعة هاميلتون إلى “الحضور لأخذ أولادهم” وقال إن الحرم الجامعي يجب أن يكون مكانا آمنا لجميع الطلاب.
ولكن هسيانغ رفضت فكرة أن كولومبيا أصبحت مكانا غير آمن للطلاب اليهود، وقالت “أنا يهودية وأخشى الدخول إلى الحرم الجامعي ولكن لسبب مختلف، فقد اعتقلت بسبب احتجاجي السلمي.. هناك تاريخ من استخدام الهوية اليهودية كسلاح. ولأنني يهودية، فأنا أدعم الفلسطينيين ضد الاضطهاد”.
وخلصت الصحيفة إلى أن هسيانغ، حتى لو لم تطرد، ستضطر إلى إعادة العام الدراسي لأن معظم اختباراتها النهائية فاتتها، مع أن الأمر متروك للأستاذ بصورة فردية، فيما يتعلق بقبول أو رفض العمل الدراسي للطلاب المحتجين الموقوفين، وفقا للجامعة.
وختمت هسيانغ حوارها مع الصحيفة قائلة “أنا أفكر في مستقبلي، ولكن في الوقت نفسه أفكر في طلاب غزة، حيث لم تعد هناك جامعات قائمة. سيغير هذا مسار حياتي بالتأكيد، لكنني دخلت فيه وأنا أعلم أنه احتمال وارد. إذا استمرت جامعة كولومبيا في هذا الموقف، فليس هناك الكثير الذي يمكن لهذه الجامعة أن تعلمني إياه”.